بمشاركة النجم أنيستا.. رابطة المحترفين تنظم النسخة الثانية لمنتدى تطوير الدوري الإماراتي

انطلقت صباح اليوم، النسخة الثانية لمنتدى تطوير الدوري الإماراتي، الذي تنظمه رابطة المحترفين الإماراتية، على مدار يومي 1 و 2 مايو، من الساعة 11:00 صباحاً حتى الساعة 2:00 ظهراً، بفندق قصر الإمارات ماندارين أورينتال في أبوظبي، وبمشاركة فعالة من مختصين من كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومشاركة محاضرين دوليين في التخصصات المختلفة، بالإضافة إلى ممثلي الأندية المحترفة وممثلي وسائل الإعلام.
افتتح فعاليات المنتدى عبدالله ناصر الجنيبي، رئيس رابطة المحترفين، مرحبًا بالحضور، بكلمة جاء فيها "أرحب بكم اليوم في النسخة الثانية من منتدى تطوير الدوري الإماراتي.. نشارككم تطلعاتنا وآمالنا وخططنا الإستراتيجية، من أجل مستقبل أفضل للكرة الإماراتية، في ظل دعم القيادة الرشيدة التي لم تألُ جهدًا في سبيل دعم الرياضة والرياضيين، في واقع ملهم، يحفزنا على تقديم عطاء مضاعف لمستقبل مستدام".
وأضاف الجنيبي أن رابطة المحترفين الإماراتية تؤمن بالدور الهام الذي تقوم به الأندية المحترفة ووسائل الإعلام، لذلك حرصت الرابطة على إشراكهم في كل مبادراتها، للاستفادة من أفكارهم ونقاشاتهم المثمرة، متمنيًا أن يسفر المنتدى عن اقتراحات تطويرية وابتكارية تصنع مستقبلا أفضل لكرة الإمارات.
من جانب آخر، يأتي المنتدى لمناقشة أبرز المبادرات التطويرية، في مختلف الجوانب، بعد الزيارات الميدانية التي قام بها فريق عمل رابطة المحترفين والخبراء من الشركات العالمية وبيوت الخبرة، الذين تمت الاستعانة بهم، للمشاركة في صياغة المبادرات التي طرحت للنقاش خلال المنتدى.
على أن يتم رفع الأفكار والمبادرات والدراسات، للجهات المختصة وللمعنيين، لمزيد من التشاور والدراسة العملية خلال الموسم المقبل، وبعدها يتم إقرار أنسب الخيارات، خلال المرحلة الأخيرة، قبل تحويل أبرز المبادرات المراد تطبيقها، إلى توصيات يتم عرضها على الجمعية العمومية لرابطة المحترفين واتحاد الكرة الموسم المقبل، لتنفيذ ما يتم اعتماده في الموسم الذي يليه، أو وفق ما يتراءى لأصحاب الشأن، لذلك شهدت الجلسات نقاشات موسعة حول العديد من الملفات ذات العلاقة بتطوير جميع مسابقات المحترفين.
وتناولت أولى جلسات منتدى تطوير الدوري الإماراتي محور التطوير الفني ، وحاضر فيها جاريث جينيجز، المدير الفني لرابطة المحترفين، الذي قام بعرض مخرجات الزيارات الميدانية للأندية، والتشاور المستمر مع المديرين الرياضيين والفنيين من أنديتنا، وأبرز المقترحات التي قدمتها الأندية، وأنسب الممارسات التي يمكن أن تصب في صالح تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي تعمل عليها الرابطة من أجل المستقبل، وتماشيًا مع إستراتيجية 2030.
وشهدت فعاليات اليوم الأول استضافة النجم الدولي أندريس أنيستا، عبر تقنية الاتصال المرئي "عن بعد"، الذي تحدث عن تجربة اللاعب المحترف، وأبدى النجم الإسباني سعادة بالغة لمشاركة نخبة الخبراء في الحديث عن تطوير الدوري الإماراتي، والمبادرات الإيجابية المطلوب توفيرها في هذا الشأن، حيث تحدث أنيستا عن رؤيته كلاعب لا يزال يؤدي في الملاعب، وحاليا ينشط بالدوري الياباني، وأشار إلى أن علاقته مع الإمارات طويلة وقديمة، حيث كان ضمن صفوف فريق منتخب الشباب، الذي شارك في مونديال الشباب تحت 20 سنة.
وأضاف: "سعيد بالمشاركة في منتدى يبحث عن تطوير اللعبة، ويهتم بتطوير اللاعبين، وهذه المبادرة إيجابية بالطبع، وحرصت على أن أشارك بها بالفعل رغم انشغالي هنا، لأنها فرصة جيدة للغاية".
وعن أبرز نصائحه للاعبين، قال: "التركيز هو مفتاح كل شيء، يجب أن يكون لدى اللاعب تركيز على حلمه في الملاعب، يتعلق بما يريد تحقيقه في اللعبة، وحتى في الحياة الطبيعية، وضع الأهداف لكل إنسان يتطلب الجدية في تنفيذها، والالتزام الكامل بشأنها، ونفس الأمر في كرة القدم، يجب أن يكون اللاعب مستعدًا للتضحية من أجل تحقيق حلمه في التطور والتحسن والوصول للإنجازات على المستوى الشخصي والجماعي، مع النادي والمنتخب".
وتابع: "العادات الإيجابية يجب إكسابها للاعبين في عمر صغير، وأن يدرك اللاعبون في وقت مبكر جدًا، أن كرة القدم حياة كاملة، وليست مباراة من 90 دقيقة، تتطلب الرغبة في تحقيق الهدف، حتى في الحياة الطبيعية، وبعيدا عن النادي والتدريب".
واختتم اليوم الأول من منتدى تطوير الدوري الإماراتي، في نسخته الثانية، بجلسة حوارية حول التطوير الفني والتجاري والحوكمة في كرة القدم، تحدث فيها كل من شين مان جيل، الأمين العام المساعد للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وبينوا باسكويه، المحكم في "كاس"، وإليوت أرثر، المتخصص في مجال الاستدامة بكرة القدم، وديفيد كوك، الرئيس التنفيذي للشئون التجارية في نادي نوتنجهام فورست.
وقد استعرض شن مان جيل، الأمين العام المساعد للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، التجربة الآسيوية في تطوير اللعبة عبر مختلف الدوريات، وكيفية تطور بعض الدوريات؛ سواء في أستراليا أو اليابان، مرورا بدوريات غرب آسيا، وأشاد مان جيل بتطور الدوري الإماراتي وبأفكار المنتدى، كما طرح بعض الأفكار التي درسها الاتحاد الآسيوي لتضييق الفجوة بين منتخبات وفرق آسيا، ومشروع الاتحاد القاري بشأن مسابقات دوري الأبطال، التي ستقام بشكل جديد خلال الموسم المقبل، عبر تغيير موعد وتوقيت البطولة ليكون أكثر تنافسية.
بينما أكد بينوا باسكويه، المحكم في "كاس"، على ضرورة الاهتمام بتطوير اللاعبين حتى من النواحي القانونية، ليصبح اللاعبون على دراية بما له وما عليه، والعقود بينه وبين الأندية التي يمكن حلها، وتابع: "شاهدت قضايا عقود للاعبين وأندية، كان يمكن أن يتم علاجها وحلها بشكل مبكر دون تكبد خسائر مالية، لذلك يجب أن تكون هناك حوكمة جيدة في علاقات اللاعبين التعاقدية مع الأندية، ومثل تلك الأزمات يمكن تلافيها فقط بالحوار والنقاش بين الأطراف في تلك العلاقة".
من جهته، تطرق ديفيد كوك، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية لنادي نوتنجهام فورست، لكيفية نجاح الأندية في تمويل نشاطها وتعاقداتها، وهو ما يتطلب ضرورة التركيز على جوانب التسويق وزيادة المداخيل بما يفيد في تطوير اللعبة والدوري ككل.
ولفت كوك إلى أنه عاش في الإمارات لبعض السنوات، ويرى تميزا كبيرا فيها بشأن الشغف الكبير بالنسبة لكرة القدم، وهو ما يتطلب ضرورة البحث عن توطيد تلك العلاقة من حيث الأمور التسويقية والاستثمارية بين الأندية وجماهيرها، كون الحضور الجماهيري هو أحد عناصر القوة لأي دوري، وأكبر التحديات أيضا التي تواجه أي دوري.
بينما قدم إليوت أرثر، المتخصص في مجال الاستدامة في كرة القدم، رؤية مختلفة، وطالب بضرورة الاهتمام بالتغيرات المناخية، ومتطلبات ذلك، مشيرا إلى أن أكثر وسائل التأثير حاليا هي حسابات الأندية واللاعبين التي تفوقت على دور الصحف حول العالم، وهنا يجب أن يكون للأندية واللاعبين دور في المشاركة بشأن استدامة كرة القدم والحوكمة السليمة للعبة.
ويأتي هذا المنتدى امتداداً للنسخة الأولى، التي أقيمت في العام الماضي، حيث كان الحدث الأول من نوعه، والأشمل من حيث المبادرات والمناقشات والرؤى التي يطرحها، والتي تأتي عبر أشهر من التحضيرات والزيارات والدراسات الميدانية، بمشاركة الشركات العالمية وبيوت الخبرة التي تمت الاستعانة بها، للعمل مع فرق رابطة المحترفين على الأرض، للوقوف على أبرز التحديات التي تواجه مسابقات المحترفين، ليس على المستوى الفني فقط، ولكن على كل الجوانب ذات العلاقة بمفهوم الاحتراف.